عاصفة انتقادات تلاحق أخنوش.. العلمي: ما حدث مصيبة.. الأزرق: "ساهام" وحدها قوة سياسية في الأحرار !

15 أكتوبر 2019 - 17:00

يحاول عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، لملمة صفوف حزبه، بعد الانتقادات الحادة، الموجهة إلى تدبيره لمشاورات التعديل الحكومي، وهي العملية، التي أفضت إلى مغادرة وزيرين بارزين من الحزب لمنصبيهما في الحكومة، ويتعلق الأمر بكل من رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، ومحمد أوجار، وزير العدل، وكلاهما يصنفان من الجيل القديم للحزب، ذي الصلة التنظيمية المتينة في الحزب، ويمكن لزعزعة مصالحهما أن تؤثر في  الأوضاع في التجمع الوطني للأحرار.

لكن أخنوش غير المعتاد على توجيه الانتقادات إليه، طلب من كل من الطالبي، وأوجار مرافقته إلى مؤتمر لشبيبة حزبه في ألمانيا، نهاية الأسبوع الماضي. والهدف من ذلك، بحسب مصدر من الحزب، هو مواجهة الانتقادات، المعبر عنها من لدن قواعد الحزب بشأن حصيلة الحزب من وراء التعديل، ومحاولة الالتفاف على المعلومات المشيرة إلى امتعاض القياديين من طريقة صرفهما من الحكومة.

 

وبالفعل، فإن كلا من أوجار، والطالبي خططا لتحويل الانتباه عن أخنوش، عن طريق التركيز على السيرة الذاتية لكل منهما داخل الحزب، وإعلان ولائهما له مجددا.

وبات إعلان الولاء كل مرة لأخنوش “يشكل عبئا متزايدا على أطر الحزب” وفقا لعبارة قيادي في الحزب، وتبين ذلك في خطاب الطالبي نفسه، أول أمس الأحد، عندما أعلن بشكل مثير للاستغراب، بأن تدبير التعديل “كان مسؤوليته هو، وليس أخنوش”، لكنها، وفقا لتحليل قياديين في الحزب، “طريقة منه لتصوير نفسه على أن سلطاته داخل الحزب غير محدودة، وليس ما فهم بشكل مبسط على أنه مجرد إعلان إخلاص رجل لرجل، دفع به إلى التضحية بنفسه وسط جدل التعديل، كي لا يُمس أخنوش بسوء”.

وعلى الرغم من هذه الإيحاءات، لم يستطع الطالبي أن يمنع نفسه من التصريح بشكل مباشر، في المؤتمر نفسه، عن موقفه مما ترتب عن التعديل الحكومي بالنسبة إلى الحزب، وقال: “هذه مصيبة”. وهذا أعنف تعبير يستخدمه حتى الآن قيادي في التجمع الوطني للأحرار بشكل علني ورسمي، لتوصيف مخرجات التعديل. ويظهر بأن الطالبي لم يكن راضيا على مغادرته لمنصبه الحكومي، ويُسر لقياديين بأن أخنوش لم يدافع عنه بطريقة مناسبة، بل “انهار أمام رغبة الإسلاميين في تنحيته”.

قيادي آخر لم يتردد في توجيه الانتقاد إلى قيادة الحزب، التي أشرفت على ترتيبات التعديل الحكومي. نور الدين الأزرق، القيادي الأسبق، وعمدة سلا سابقا، ونائبها في البرلمان، حاليا، كتب في مجموعة خاصة بفريق التجمع الدستوري على “واتساب”: “بحقيبتين وزاريتين، وهو ما يعادل عدد وزراء الحركة الشعبية، وأكثر من الاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، تكون مجموعة “ساهام” للتأمينات، هي القوة السياسية الثالثة في المغرب”.

وتشكل هذه العبارة أعنف انتقاد يوجه إلى مولاي حفيظ العلمي، عضو المكتب السياسي للحزب، ومالك مجموعة “ساهام” (قبل تفويتها)، لكنها، أيضا، تمثل انتقادا ضمنيا إلى أخنوش نفسه بسبب “سماحه لأن تكون شركة “ساهام” قوة رئيسية داخل الحزب، ويعين أفرادها ومستخدموها ومديروها باسمه”، كما قال قيادي فضل عدم كشف اسمه.

وتأثرت بهذه الانتقادات، على ما يبدو، معنويات أعضاء فريق التجمع الدستوري، المشكل من نواب حزب التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الدستوري، وكان باديا غياب غالبية أعضائه، البالغ عددهم حوالي 50 عضوا، للجلسة العمومية، أمس الاثنين، وهي أولى جلسات البرلمان بعد افتتاحه يوم الجمعة الماضي، وحضر فقط ثلاثة أعضاء، أحدهم هو مصطفى بايتاس، المدير العام للحزب، وأحد الموالين المخلصين لأخنوش.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي