المحرشي: الحموتي بريء تماما من الملايير الأربعة التي اختفت من مالية "البام" !

07 يناير 2020 - 15:00

يسعى القائمون على ترتيبات المصالحة داخل حزب الأصالة والمعاصرة إلى تسوية الخلافات الحادة التي طرأت بين شخصيات الحزب طيلة الشهور الثمانية التي كان الصراع فيها محتدما بين تيار “الشرعية” الموالي لأمينه العام، حكيم بنشماش، وتيار “المستقبل” الذي جمع معارضيه.

وأبرز هذه الخلافات هي تلك التي حدثت بين محمد الحموتي، والعربي المحرشي بخصوص قضية مبلغ مالي كبير تنصل قيمته إلى 4 ملايير سنتيم. هذه الأموال كانت جزء من الميزانية الموجهة لتمويل الأنشطة الانتخابية للحزب ما بين 2015 و2016، وبقيت فائضا، لكنها تبخرت فجأة.

المحرشي لمح مرارا إلى أن الحموتي ظل محتفظا بتلك الأموال، ولم يسلمها للحزب، غير أن الحموتي نفى ذلك، وطالب بالحجة ضده. وعلى ما يبدو، فإن ترتيبات الصلح الجديدة ستجعل هذه القضية برمتها تختفي من جدول أعمال القادة السياسيين للحزب.

المحرشي قدم تصريحات جديدة لموقع “اليوم 24″، تدفع بالحموتي بعيدا عن قضية الملايير الأربعة. وقال المحرشي الذي يقود الهيئة الوطنية لمنتخبي حزبه، “إن قضية هذه الملايير يجب أن تُوضح بشكل بارز هذه المرة: لم أذكر يوما أن اسم الحموتي مرتبط بهذه الملايير، ولم أدل بأي اتهام علني ضده، وسأكون غير موضوعي إن فعلت ذلك”.

العربي شدد على أن مطالبه كانت هي مناقشة مآلات بعض الإمكانات المالية للحزب، ولم أشر نحو أحد ما بتاتا. إن الحموتي بريء، إنه لم يأخذ مالا ولا سرق مالا للحزب”. وأضاف المحرشي أن هذه القضية إن كان فيها جديد فإن لجنة لافتحاص مالية الحزب هي من ستنظر فيها وستعلن عنه في المؤتمر المقبل للحزب (7 فبراير)، وعدا ذلك، فإن “أي شيء ينسب لأحد بهذا الخصوص يبقى اتهامات خطيرة تفتقد إلى دليل يسندها”. مؤكدا أن الحموتي لم يكن وحده يدير ملف الانتخابات، بل و”كان هناك عزيز بنعزوز وأنا”.

وكشف المحرشي أن التقرير المالي للحزب سيعرض على المؤتمر، وسيتضمن كافة الأجوبة عن ما يتعلق بتفاصيل مالية البام. مشيرا إلى أنه “عندما طلب تشكيل لجنة تحقيق في مصير الملايير الـ4، فإنه لم يكن يقصد بتاتا أن تتشكل هذه اللجنة ضد الحموتي، لكن مناخ الخلاف الذي كان سائدا هناك، دفع بالتأويلات بعيدا”.

وهذه دورة كاملة يقوم بها المحرشي حول تصريحاته في يوليوز الفائت، عندما توعد بأن يكشف كل شيء يتعلق بالملايير التي تبخرت من حسابات حزبه، وكانت قبل ذلك في عهدة الحموتي. لكن المحرشي يبرر ذلك بالقول إن “أشياء كثيرة قيلت أو أسيء تأويلها أو جرى استخدامها بشكل سيء في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الحزب”.

ومن بين ما قيل أن الحموتي حاول أن يعيد جزء من تلك الأموال لكن الأمين العام للحزب رفض تسلمها. غير أن المحرشي اكتفى بالقول “إنه لا يستطيع أن يتحدث باسم أمينه العام”، في أي من تفاصيل هذه القضية، مستدركا بأن ما يهم بالنسبة إليه، هو أن “أي شيء يربط اسم الحموتي بقضية الأموال يبقى مجرد كلام”. وكان المحرشي جزء من مشكلة “البام” عندما انهارت مصالحة شهر يناير من العام الماضي، لكنه ظل مخلصا لأمينه العام في الحزب. ويقول: “لقد كان لي دور في المصالحة الجديدة، وفي السياسة، يمكنك أن تكون في بعض المرات، جزء من المشكلة، وفي مرات أخرى، جزء من الحل”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي