نقطة نظام.. تخبط تواصلي

31 مارس 2020 - 07:30

غير مفهوم هذا التضارب المتفاقم في الرسائل التواصلية التي تصدر عن الحكومة بشأن الإحصائيات اليومية الخاصة بعدد الإصابات المسجلة وعدد الوفيات…

في بداية الأزمة، كانت الحكومة تخرج، ممثلة في شخصي رئيسها ووزير الصحة فيها، للقاء الصحافة والإخبار بما يتوفر لديها من المعطيات الحديثة، وتوضيح ما التبس على الرأي العام… لكننا، وعلى المدى الأسبوع الماضي، لاحظنا انحدارا في مستوى التواصل الحكومي إلى درجة تكاد تشبه الهزل، حيث بات موظفو وزارة الصحة يتناوبون على ميكروفون إعلان الحصيلة اليومية.

وفي الوقت الذي كان مدير الأوبئة في الوزارة يقود عملية التواصل في المراحل الأولى، مع ما يعنيه ذلك من قدرته على الشرح والتفسير، أصبحنا تدريجيا ننحدر إلى قاع إلقاء الأرقام الجافة في وجه الرأي العام والانصراف، وهو ما يفتح الباب أمام تناسل الشائعات والتفسيرات المتضاربة، ويولّد الشك في صدق السلطات، بل إن بعض التفسيرات ذهبت إلى درجة اعتبار الارتباك في تقديم المعطيات، وإعلان الأعداد الكبيرة من الإصابات ليلا، وبعد ندوة السادسة مساء، مراوغة مقصودة، ومحاولة لإرباك الرأي العام والتسبب في عجزه عن المتابعة.

إن الرسالة النهائية التي تتناهى إلى ذهن المواطن، وهو يتعرض لسيل الفيديوهات التي توثق تدخلات رجال ونساء السلطة، وهذه الأرقام المرتبكة التي تقدمها وزارة الصحة، تفيد بأن «عليك أيها المواطن أن تلزم بيتك وتقفل فمك، ولا داعي لتضييع وقتنا في إفهامك ما لا دخل لك فيه».

النتيجة الحتمية لمثل هذه الرسالة بديهية ولا تحتاج إلى كثير إطناب: إنها خفض مستوى الانخراط.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علي منذ 3 سنوات

فقط لو نقتدي بالجارة اسبانيا مؤتمر صحفي لجميع الاطراف المتخلة في الحملة

التالي